وجهات نظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهات النظر فى المنتدى لا تعبر بالضروره عن رأى المنتدى بل هى تعبر عن آراء اصحابها


    عنوان مضيء للعدل والحق والخير

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 76
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    عنوان مضيء للعدل والحق والخير Empty عنوان مضيء للعدل والحق والخير

    مُساهمة من طرف Admin الأحد سبتمبر 06, 2009 4:39 am

    تأملات اسلاميه(عمر بن الخطاب)
    كلما مرت الأيام وتعاقبت الأمم والشعوب وظل الصراع قائما بين الخير والشر‏,‏ الحق والباطل‏,‏ العدل والظلم‏..‏ يبفي عمر بن الخطاب عنوانا مضيئا للعدل والحق والخير‏..‏ واشارة قوية إلي دعوة الإسلام التي حملها نبي الأمة محمد صلي الله عليه وسلم‏,‏ والتي صنعت من عمر رضي الله عنه هذا النموذج القدوة والمثال‏.‏

    ونحن هنا لانؤرخ لعمر‏..‏ ولانتعقب تاريخه منذ كان عدوا للإسلام ورسالته‏..‏

    وحتي اصبح بفضل الله وهدايته من أقوي انصار الدعوة الوليدة‏..‏ إلي أن غدت علي يديه دولة كبري تقيم موازين العدل وتريح الشعوب من أكبر قوتين طاغيتين‏:‏ الروم والفرس‏..‏ لن نتحدث عن ذلك ـ وانما هدفنا ان نضع يد القاريء علي صور نبيلة من حياة عمر‏..‏ الزاهد‏,‏ العابد‏,‏ المحدث‏,‏ والمتواضع في قوة‏,‏ الحكيم‏..‏ الرجل الذي صدقته السماء وسانده الوحي وتحدث عن فضله سيد المرسلين‏,‏ لعلنا بذلك نضع اقدام المسلمين علي طريق الهدي والتقي والغني والمجد والعفاف وامتلاك الادارة‏.‏
    ‏***‏
    ولان عمر‏..‏ كان الرجل الذي حظي برضاء السماء‏,‏ فقد استجاب الله لدعاء نبيه عليه الصلاة والسلام‏:‏
    اللهم اعز الإسلام بأحب الرجلين اليك‏:‏ بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‏.‏

    وكان احبهما إلي الله عز وجل عمر بن الخطاب‏.‏
    ومن بين الروايات الكثيرة التي تحدثت عن ظروف إسلامه نختار مارواه شريح بن عبيد الله عن عمر بن الخطاب الذي قال‏:‏

    خرجت اتعرض رسوله الله صلي الله عليه وسلم قبل أن أسلم‏,‏ فوجدته قد سبقني إلي المسجد فقمت خلفه‏,‏ فاستفتح سورة الحاقة فجعلت اتعجب من نظم القرآن‏,‏ فقلت‏:‏ والله هذا شاعر‏,‏ كما قالت قريش‏,‏ فقرأ انه لقول رسول كريم وماهو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قلت كاهن‏,‏ فقرأ ولابقول كاهن قليلا ماتذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأوقايل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين يقول عمر‏:‏ فوقع الإسلام في قلبي‏.‏

    سمي بالفاروق لقول رسوله الله صلي الله عليه وسلم‏.‏
    ان الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه‏,‏ وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل‏.‏

    وقد وافقه القرآن في مواطن كثيرة‏,‏ يقول عمر رضي الله عنه‏:‏ وافقت ربي عزوجل في ثلاث‏:‏

    قلت‏:‏ يارسول الله‏,‏ ولو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلي‏,‏ فنزلت واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي‏.‏
    وقلت‏:‏ يارسول الله‏,‏ ان نساءك يدخل عليهن البر والفاجر‏,‏ فلو أمرتهن بأن يحتجبن‏,‏ فنزلت آية الحجاب‏.‏

    واجتمع علي رسول الله صلي الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة‏,‏ فقلت لهن عسي ربه أن طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن فنزلت كذلك‏.‏

    وفي فضل عمر يقول النبي صلي الله عليه وسلم‏:‏
    إن كان فيمن مضي قبلكم من الأمم محدثون‏,‏ فإن كان في أمتي منهم أحد فإنه عمر بن الخطاب‏.‏

    ناداه الرسول صلي الله عليه وسلم يا أخي‏.‏
    استأذن عمر النبي في العمرة فأذن له وقال‏:‏ يا أخي‏..‏ لاتنسنا من دعائك‏.‏

    وكان فرح عمر كبيرا بهذا النداء حتي قال‏:‏
    ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله‏:‏ يا أخي‏.‏

    ويقول صلي الله عليه وسلم‏:‏
    عمر بن الخطاب معي حيث أحب‏,‏ وأنا معه حيث يحب‏,‏ الحق بعدي مع عمر حيث كان‏.‏

    وفي عام المجاعة المسمي بعام الرمادة الذي اسودت فيه الأرض واجدبت حتي اصبحت رمادا‏..‏ قال عياض بن خليفة عن مشاركة عمر للناس في المأساة التي يعيشونها‏:‏
    رأيت عمر عام الرمادة‏,‏ وهو أسود اللون‏,‏ ولقد كان أبيض‏,‏ كان رجلا عربيا يأكل السمن واللبن‏,‏ فلما أمحل الناس حرمها حتي يحيوا‏,‏ فأكل الزيت حتي غير لونه وجاع أكثر‏.‏

    وفي رواية عبدالله بن عمر‏,‏ ان عمر قال عام الرمادة وكانت سنة شديدة بعدما اجتهد في امداد الاعراب بالابل والقمح والزيت من الارياف كلها حتي محلت الارياف فقال عمر يدعو‏:‏
    اللهم ارزقهم علي رءوس الجبال فاستجاب الله له وللمسلمين فقال حين نزل الغيث‏:‏

    الحمدلله‏,‏ فوالله لو أن الله تعالي لم يفرجها ماتركت أهل بيت من المسلمين لهم سعة إلا ادخلت عليهم اعدادهم من الفقراء‏.‏
    وهو درس للمسلمين في كل عصر ومكان‏.‏

    وفي تواضعه يقول جبير بن نقير‏:‏

    ان نفرا قالوا لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه‏:‏ والله مارأينا رجلا اقضي بالعدل وأقول بالحق ولا أشد علي المنافقين منك يا أمير المؤمنين‏,‏ فأنت خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال عوف بن مالك‏:‏ كذبتم‏,‏ والله لقد رأيت بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ فقال‏:‏ من هو؟

    قال‏:‏ أبوبكر رضي الله عنه‏,‏ قال عمر‏:‏
    صدق عوف وكذبتم‏,‏ والله لقد كان أبوبكر اطيب من ريح المسك وأنا أضل من بعير أهلي‏.‏

    يعني قبل دخوله الإسلام لان أبابكر اسلم قبله بست سنين‏.‏

    ويروي الحسن‏:‏
    كان بين عمر بن الخطاب وبين رجل كلام في شيء‏,‏ فقال الرجل لعمر‏:‏ اتق الله يا أمير المؤمنين‏,‏ فقال له رجل من القوم‏:‏ اتقول لأمير المؤمنين‏:‏ اتق الله؟ فقال له عمر رضي الله عنه‏:‏

    دعه فليقلها لي‏,‏ نعم ما قال‏,‏ ثم أضاف‏:‏ لاخير فيكم إذا لم تقولوها‏,‏ ولاخير فينا إذا لم نقبلها منكم‏.‏

    وهذا درس آخر في الاستماع للرأي والرأي الآخر‏.‏

    وفي ورعه يروي عبدالرحمن الاشعري انه خرج إلي عمر رضي الله عنه فنزل عليه وكان لعمر ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا فأنكره فقال‏:‏ من أين هذا اللبن؟ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين‏:‏ إن الناقة انفلت عليها ولدها فشرب لبنها‏,‏ فحلبت لك ناقة من مال الله ـ يعني من بيت مال المسلمين ـ فقال له عمر‏:‏ ويحك سقيتني نارا‏,‏ أدع لي عليا بن ابي طالب‏,‏ فدعاه فقال‏:‏ إن هذا عمد إلي ناقة من مال الله فسقاني لبنها‏..‏ افتحله لي؟ قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين هو حلال لك ولحملها‏.‏

    وحين انتصر المسلمون واتوا بتاج كسري‏,‏ إلي عمر رضي الله عنه قال‏:‏ ان الذين ادوا هذا لأمناء‏.‏

    فقال له علي رضوان الله عليه‏:‏
    إن القوم رأوك عففت فعفوا‏,‏ ولو رتعت لرتعوا‏.‏

    وقد روي عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم ومن ابرز ما رواه هذا الحديث المشهور والذي اثبتته كتب السنة الصحاح‏,‏ يقول عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول‏:‏

    إنما الأعمال بالنيات‏,‏ وانما لكل امريء مانوي‏,‏ فمن كانت هجرته إلي الله ورسول فهجرته إلي الله ورسوله‏,‏ ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلي ماهاجر إليه‏.‏

    ومن دعاء عمر في عبادته‏:‏

    اللهم اعصمنا بحفظك وثبتنا علي أمرك‏.‏

    اللهم لاتكثر لي من الدنيا فأطغي‏,‏ ولاتقل لي منها‏,‏ فإن ما قل وكفي خير مما كثر وألهي‏.‏

    اللهم لاتجعل قتلي علي يد عبد قد سجد لك سجدة يحاجني بها يوم القيامه‏
    .‏


    وكانت آخر كلمة‏,‏ نطق بها عمر بن الخطاب وهو يحتضر تاركا دنيا الفناء إلي دنيا البقاء‏,‏ ما رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏
    ويلي‏,‏ وويل أمي‏,‏ ان لم يغفر الله لي‏.‏

    غفر الله لك يا ابن الخطاب‏,‏ ورضي عنك وأرضاك‏,‏ وجزاك عن الإسلام والمسلمين خيرا كثيرا‏,‏ في جنات ونعيم‏.‏ امين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 10:09 am