وجهات نظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهات النظر فى المنتدى لا تعبر بالضروره عن رأى المنتدى بل هى تعبر عن آراء اصحابها


    الصراع المكتوم في اروقة الصحافة المصرية

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 76
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    الصراع المكتوم في اروقة الصحافة المصرية Empty الصراع المكتوم في اروقة الصحافة المصرية

    مُساهمة من طرف Admin الأحد سبتمبر 06, 2009 12:36 am

    عندما تقول إنك تتقيأ من الرئيس فإن الشعب كله يتقيأ منك لأنك شبهة في هذا البلد لأنك عميل للدول الأخرى.. للعراق وليبيا."
    و... "أنا طبيب بشري يا حمار.. وطالع الأول في الثانوية العامة يا جاهل".. هذه العبارات كانت جانبا من اشتباك بالالفاظ عبر شاشات التلفاز شاهده الملايين من المواطنين في مصر والعالم العربي.
    الاشتباك كان ذروة صراع مكتوم يجري على الساحة الصحفية المصرية الآن، ويلخص حالة هذه الصحافة في مرحلة تغيير سياسي وصحفي يشعر بها الجميع، والحوار أو المناظرة كان بين عبد الحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة "الكرامة" الناطقة بلسان "الحزب العربي الناصري" في مصر، وأحد أكثر الصحفيين المعارضين للحكم شراسة، و كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "روز اليوسف"، وهي مؤسسة رسمية موالية للحكومة أو كما تعرف في مصر بالقومية.
    والعبارة الأولى جاءت على لسان جبر في معرض إشارته لمقال كان قنديل قد كتبه عن الرئيس المصري حسني مبارك وعنونه بـ" أشعر بالعار لأنك الرئيس" هاجم فيه الرئيس المصري واختتمه بعبارة قال فيها :"أشعر كأني أريد ان أتقيأك"
    ولئن بدت تفاصيل الاشتباك الذي جاء خلال برنامج " القاهرة اليوم" الذي بثته قناة "أوربت" الفضائية صادمة للعديد من المشاهدين في مصر، فإنها مثلت لحظة الانفجار في صراع مكتوم يجري بين تيارين في الصحافة المصرية الآن، وماتزال تداعياته تتوالى.
    أما التياران المتنازعان فهما تيار صحفيي الحكومة، وهم الذين يتولون رئاسة المؤسسات الصحفية التابعة للدولة والمسماة بالقومية، وهو تيار متواجد منذ زمن طويل على الساحة الصحفية المصرية.
    أما التيار الثاني فهو جديد على الصحافة المصرية وقد أخذ يقوى ويشتد مع ظهور العديد من الصحف المستقلة والحزبية المعارضة التي بدأت تطرح نفسها كبديل قوي للصحافة الرسمية، وبدأت تنافسها في الشارع المصري، ووجدت صدى لدى هذا الشارع لعدة اعتبارات داخلية وخارجية، وهو ما أدى بدوره إلى تراجع دور الصحف القومية ومن ثم تراجع توزيعها أيضا.
    ويقول عبد الحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة الكرامة المعارضة في حديث مع بي بي سي إن ماحدث خلال تلك المناظرة التليفزيونية التي جرت بينه وبين كرم جبر مثل استثناءا لقاعدة عمل بها دوما خلال حواراته مع وسائل الإعلام، وإنه عادة ما يتناول أكثر القضايا الشائكة بصورة هادئة، لكنه يضيف أن ما حدث خلال الحوار جاء نتيجة لاستفزاز من قبل كرم جبر رئيس مجلس إدارة روز اليوسف، وأنه على حد قوله، ظل يتحدث بهدوء عن قضية البرنامج، وهي "مشروعية انتقاد الصحافة للرئيس" ولمدة اثنتي عشرة دقيقه، حتى بدأ جبر في جر الموضوع بعيدا وبدأ في التطاول عليه على حد قوله.
    أما كرم جبر فيطرح الموضوع برؤية مختلفه. وقال للبي بي سي إن ما حدث جاء نتيجة لإصرار عبد الحليم قنديل على صحة كل ما ورد في مقالاته التي هاجم فيها الرئيس.
    وكان جبر قد دافع خلال المناظرة عن الرئيس فقال إن "قنديل يصحو من النوم كل يوم وقد وضع الرئيس في دماغه" على حد تعبيره، ويرصد كل كلمة يقولها.
    أما تداعيات المناظرة فلم تنته بعد ويبدو انها ستمثل بداية لتفجر جدل على الساحة الصحفية المصرية بين المعارضين والموالين للحكم.
    فمجموعة الموالين وهم رؤساء تحرير الصحف القومية المملوكة للدوله عقدوا اجتماعا لهم في اليوم التالي للمناظرة الشهيره في مقر جريدة الأخبار المصرية القومية، وأصدروا بعد اجتماعهم بيانا أدانوا فيه الاساءة لرئيس الجمهورية والتطاول عليه.
    عبد الحليم قنديل الطرف الرئيسي في هذا الجدل قال للبي بي سي إن هذا الاجتماع جاء بناء على تعليمات من المجلس الأعلى للصحافة الذي يترأسه صفوت الشريف، أحد أعمدة "الحزب الوطني الحاكم"، على حد قوله.
    ويقول قنديل أيضا إن الاجتماع جاء كمحاولة لإثبات وجود هؤلاء الموالين، ودفاعا عن مناصبهم أيضا، ومكانتهم لدى السلطة.
    أما كرم جبر أحد الموقعين على البيان الصادر عن اجتماع الموالين، فينفي بشدة أن يكون الاجتماع جاء بناء على تعليمات من أحد، ويشير إلى أن الاجتماع جاء بناء على مبادرة منه ومن محمد بركات رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" القومية، وآخرين من رؤساء تحرير الصحف القومية.
    ويقول كرم في حديث للبي بي سي إن الهدف هو محاولة إيجاد وسيلة لوقف التجاوزات التي تشهدها الصحافة المصرية حاليا، وإيجاد آلية يمكن من خلالها لنقابة الصحفييين المصرية معاقبة المتطاولين من وجهة نظره. تطاول ام انتقاد
    هل هو تطاول ام انتقاد؟ إنه السؤال الذي تتباين الإجابة عليه في الصحافة المصرية الآن
    فتيار الصحفيين المناوئين وبينهم قنديل يرون أن إنتقاد الرئيس أمر عادي.
    وقد قال للبي بي سي إن الرئيس هو موظف عام وليس كبير عائله وإن سلطاته المطلقة التي يتمتع بها كموظف عام تخول الصحافة حق انتقادة مدللا على ذلك بحادثة شهدتها مصر عام 1934 ، وأقام خلالها الزعيم المصري الراحل سعد زغلول دعوى قضائية ضد صحيفة السياسة متهما إياها بالإساءة إليه.
    وكان قرار محكمة النقض المصرية ساعتها هو تبرئة الصحيفة استنادا إلى أن سعد زغلول هو شخصية عامة يجوز في حقها النقد
    أما الصحفيون الموالون وهم قادة المؤسسات الصحفية التابعة للدوله فيرون أن التيار الانتقادي وصل إلى حالة من الشطط في انتقاده لراس الدولة المصرية، وأن هذا الانتقاد وصل أحيانا لحد التطاول، وجانبته الموضوعية.
    لكن الصحفيين الموالين ليسوا هم الجهة المخولة بالأخذ على يد المخطئين في الصحافة المصرية.
    فهناك هيئتان تحكمان أداء الصحافة المصرية أولهما "المجلس الأعلى للصحافة"، وهو هيئة تابعة للدولة.
    أما الثانية فهي "نقابة الصحفيين المصريين" والتي تعد الهيئة المنتخبة لجموع الصحفيين في مصر.
    أما "المجلس الأعلى للصحافة" وهو الهيئة الرسمية، فلم يقصر في رصده لما يسميها بالتجاوزات الصادرة عن التيار الجديد المعارض في الصحافة المصرية، وربما وجد في تلك التجاوزات فرصة لإثبات ولائه للسلطة التي يشكل جانبا منها.
    وفي تقريره عن الممارسة الصحفية الصادر في الخامس عشر من يونيو/حزيران الماضي، رصد المجلس معظم التجاوزات، وجلها كان متعلقا بصحيفة "الكرامة" التي يرأس تحريرها عبد الحليم قنديل، أحد طرفي المناظرة المثيرة التي شهدت استخدام ألفاظ نابية.
    ويرصد التقرير عدة عناوين استخدمتها الصحيفة مثل " لعن الله قوما ولوا أمرهم طيارا"، ومعروف أن الرئيس مبارك هو طيار في الأصل، هذا رغم أن المقال كان يتحدث عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس، و" العشرة الموعودون بجهنم .. أولهم مبارك"، هذا إضافة إلى مقال قنديل المعنون " أشعر بالعار لأنك الرئيس".
    وبدا أن التقرير كرس للعناوين المناهضة للرئيس مبارك، كما أنه بدا أيضا أنه كرس ضد صحيفة "الكرامة"، تحديدا التي يرأس تحريرها عبد الحليم قنديل.
    وبجانب الانتقادات التي وردت في التقرير فإن "المجلس الأعلى للصحافة" طالب "نقابة الصحفيين المصرية" بصورة منفصله بالتحقيق مع صحيفة "الكرامة" فيما نشرته من موضوعات استهدفت الرئيس. مخاوف الانقسام
    ماالذي تشير إليه كل تلك التحركات؟ وهل يدب الخلاف في الجسد الصحفي المصري ليتحول إلى تكتلات بين معارض ومؤيد للسلطة ؟
    "نقابة الصحفيين المصريين" تلقت الانتقادات من عدة أطراف. فقد تعرضت للانتقاد من قبل "المجلس الأعلى للصحافة"، بينما تعرضت للانتقاد أيضا من قبل الصحفيين الموالين للسلطة.
    وقد هاجموها في مقالات منشورة لهم واتهموها بأنها لم تتحرك لوضع ضوابط لممارسة المهنة، والأخذ على يد المتطاولين على حد قولهم، وأنها ونتيجة لحسابات سياسية ودينية وغيرها، كما يقول كرم جبر للبي بي سي، أحجمت عن معاقبة المتطاولين بحيث صارت الكتابة بلا ضوابط داخلية.
    إلا أن ابراهيم منصور عضو "مجلس نقابة الصحفيين المصرية" يرى أن ما صدر عن اجتماع رؤساء التحرير الموالين لايمثل بحال من الأحوال المجموع الصحفي في مصر، وأن لهؤلاء مصالح، على حد قوله، مع الحكم وأنهم يريدون إثبات ولائهم.
    ويرى منصور أيضا أن مايسعى إليه تيار صحافة الموالين هو إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، بعد أن تمكن تيار جديد من الصحافة المصرية من انتزاع حق انتقاد الرئيس، وهو حق لايزال عرفيا، إذ أن هناك مادة في قانون العقوبات المصري تعاقب بالحبس وجوبيا كل كم يسئ للرئيس.
    ويعترف منصور بأن هناك أخطاءا ارتكبت من قبل عدة صحف في مرحلة تغيير تشهدها الساحة السياسية والصحفية المصرية، لكنه يشير إلى أن كل تغيير تصاحبه أخطاء بالطبع، وعلى المجتمع والمؤسسة السياسية ايضا أن تبدي نوعا من التسامح اتجاه تلك الأخطاء.
    ويعتقد منصور أن ماصدر عن اجتماع الصحفيين الموالين من رؤساء تحرير الصحف القومية ربما يهدف إلى التحريض على من يقودون التيار الجديد في الصحافة المصرية، والذين يرون أن حق انتقاد الرئيس هو أمر طبيعي، مشيرا إلى مخاوف من أن يتم إلهاء المجموعة الصحفية في مصر بصراعات داخلية تفتعلها السلطة بين موالين ومعارضين.
    المناظرة الشهيرة بين قنديل وجبر لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير في صراع مكتوم مستمر منذ شهور بين تيار الحكوميين والمعارضين في الصحافة المصرية، أما الآن وقد خرج الصراع المكتوم للعلن فإن التداعيات لايمكن لأحد أن يتكهن بها والشارع المصري الذي اعتاد على لون واحد من الصحافة بدأ الآن في معرفة ألوان أخرى من الصحف ترافق ألوانا أخرى من الحركات السياسية، ولاأحد يدري إلى أين سيمضي الصراع.
    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 10:49 am