وجهات نظر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهات النظر فى المنتدى لا تعبر بالضروره عن رأى المنتدى بل هى تعبر عن آراء اصحابها


    الحرب الإسرائيلية تؤسس لجيل مقاوم متشدد ـــ عبد العزيز الخضراء

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 76
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    الحرب الإسرائيلية تؤسس لجيل مقاوم متشدد ـــ عبد العزيز الخضراء Empty الحرب الإسرائيلية تؤسس لجيل مقاوم متشدد ـــ عبد العزيز الخضراء

    مُساهمة من طرف Admin السبت سبتمبر 05, 2009 3:27 am

    تكبُر بأعيننا الطفولة كلما كبرنا، ولكن طفلنا الفلسطيني تكبُر فيه الرجولة وتذوب فيه الطفولة حين يرى بعينيه الصغيرتين عالماً كبيراً من حوله مليئاً بالمآسي والهموم. يعيش في بيت مُهدّد بالسقوط أو الهدم، لا حديقة ولا ألعاب، يحمل اسماً عادياً يتشابه مع جميع أطفال فلسطين بنسبته إلى أحد شهداء عائلته. ولعله ينسى أن يضحك وعليه همُ العيش بكرامة للعمل أو الدراسة. فكيف لطفل أن يتحمل كل هذه المعاناة النفسية؟.‏

    على مدى قرن من الزمن والعدو يفتعل حروباً ومجازر ولم يرو وحشيته مشاهد الدمار والدماء وجثث المدنيين الأبرياء مع تركيزه على الأطفال والنساء. وهو يرمي لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين ليحل عناصره المجمعة من كل بقاع الأرض في عملية استعمار استيطاني غير مسبوق. وها نحن ما زلنا نتجرع كؤوس مرارة الحرب الهمجية الإسرائيلية على غزة.‏

    مجزرة إسرائيلية..، وإبادة جماعية للفلسطينيين في غزة.. أطفال غزة يستغيثون والأمور تتفاقم يوماً بعد يوم.. والعالم كلّه يشدُ أزر الجلاد وعيونه لا ترى آثار المحرقة الإسرائيلية، وآذانه لا تُسمعه أنين الجرحى والثكلى والمصابين، الذين زاد عددهم عن ستة آلاف مصاب وحوالي ألف وثلاثمائة شهيد نصفهم من الأطفال ولكن الشهداء الأحياء أكثر وأكثر... وآثار هذه المجزرة ستظل في قلوبهم للأبد.. وهذا ما أكده أطباء نفسيون فلسطينيون أن الحرب على قطاع غزة تؤسس لجيل جديد من الفلسطينيين المقاومين المتشددين ضدّ إسرائيل، لم يجدوا طريقة لشعورهم بالأمان سوى باللجوء إلى القوى والعنف ضد الكيان الصهيوني الذي يرون فيه الشرَّ الأكبر.‏

    ويؤكد أطباء الصحة النفسية في غزة أن الأحداث الجارية قد تضع أساسات لمستقبل مخيف حيث يغرس العنف الذي يشهده الأطفال حالياً بذرة عنف مستقبلي. فالأطفال يشاهدون، وتحت مرأى أعينهم، أهاليهم وأصدقاءهم وأحباءهم يُقتلون أو يُصابون بجراح، ويشاهدون الجثث المضرجة بالدماء في الشوارع وتلك التي تُنتشل مشوهة ومتعفنة من تحت الأنقاض ويسمعون أنين المصابين ولا يستطيعون أن يقدموا لهم عونا، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء..‏

    يقول الطبيب النفسي (د. إياد السراج) مدير مركز الصحة النفسية في قطاع غزة، إن أطفال اليوم يشهدون نوعاً خطيراً من الصدمة وأخشى على مستقبلهم.. أطفال الانتفاضة الأولى ألقوا الحجارة على القوات الإسرائيلية جرّاء الصدمات التي خضعوا لها.. وبعد عشرة أعوام، ذات الأطفال تحولوا إلى قنابل انتحارية "موضحاً أن" الصدمات المشابهة التي تلقاها الأطفال في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية أفرزت نتائج عنيفة وأنتجت جيلاً ناقماً ومتشدداً ومقاوماً".‏

    المنظمة الإنسانية "أنقذوا الأطفال" قالت: إن "القصف الجوي المتواصل والقتال البري أعاقا تحركاتها لإيصال المساعدات للعائلات المحتاجة".‏

    وعلّقت "آني فوستر" من المنظمة "إن وضع الأطفال المعرضين لهذا العنف بلغ مرحلة خطيرة، إضافة للخوف، والمصير المجهول".‏

    وصرّحت مصادر أخرى أن نسبة الأمراض النفسية الناجمة عن حرب غزة تساوي 100% حيث تشمل للكبار والصغار، وهي ما لا يمكن للعين المجردة أن تُحصيه فالقتلى والجرحى يعالجون في المشافي أما الأمراض النفسية بدءاً من القلق والكآبة والخوف والرعب وانتهاء بأقصى أنواع المرض النفسي والتي لا يمكن الآن لمسها ومعالجتها في المشافي وهذه ستظهر نتائج آثارها واضحة فيما بعد أي في السنوات القادمة.‏

    وقال أيضاً "د. إياد السراج": "أطفالنا يعانون من سلسلة صدمات نفسية لحقت بهم في السابق والحاضر نتيجة القصف الإسرائيلي والعدوان على قطاع غزة، وبسبب تعرضهم لهذا الكم من الصدمات طوّروا وسائلهم الدفاعية".‏

    وتابع الطبيب النفسي الفلسطيني إن الناس يشعرون في قطاع غزة بـ"الغضب الشديد بسبب القصف، لأن إسرائيل لا تحارب حماس وحدها بل ثبت لهم أنها تقتل الشعب الفلسطيني وتمارس عملية إفناء جماعية، وهي بالتالي شرٌ لا بد من مقاومته".‏

    وتطرّق "السراج" إلى آثار الصدمات "مثل عدم القدرة على النوم والتبول اللاإرادي والتعثُّر بالكلام، والالتصاق بالأم، وفي المرحلة الثانية من الصدمة يصبح الصوت المزعج مرتبطاً بالخوف والموت وارتجاع صور الأحداث والاكتئاب".‏

    وتابع "السراج" أن الفلسطيني يبدأ بعد ذلك "البحث ليجد بديلاً عن عائلته ووالديه لعجزهما عن حمايته وتوفير الأمان له، فيلجأ إلى التنظيم الذي يرى فيه الأكثر قوة وتشدداً، وبالتالي قادراً على تحدّي من تسبب بخوفه وفقدانه للأمان".‏

    من جهته، قال "الدكتور محمود سحويل" مدير مركز علاج وتأهيل ضحايا العنف في رام الله. إن هذه الحرب ستخلِّف لنا عملاً كبيراً، لأنه سيكون أمامنا جيل سيعاني كمّاً هائلاً من الأعراض النفسية، وستدفع إسرائيل الثمن غالياً مستقبلاً لأنها ستجابه جيلاً يتمتع بثقافة الحرب والعنف التي بدورها تشحن الأجيال للثأر ممن قتل آباءهم وهدم بيوتهم واغتصب أرضهم وحرّمهم من العيش تحت مظلة الأمان والمرح والبراءة كبقية أطفال العالم.‏

    وتابع قائلاً كانت نسبة الأطفال الذين يعانون من أعراض الصدمة في قطاع غزة قبلاً نحو 68%، أما الآن فإن المجتمع الفلسطيني بات بمجمله يُعاني من هذه الأعراض التي شملت الأطفال والبالغين وهي نسبة لم تسجل في العالم سوى في رواندا إثر المذابح.‏

    وأوضح "د. سحويل" أنه أجرى جلسات مع نحو 30 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ14 عاماً، فجاءت جميع توجهاتهم انتقامية ويريدون أن يكونوا استشهاديين أو مقاتلين.‏

    وتابع: تصلنا يومياً اتصالات إلى المركز يفيد فيها الأهل بتغير سلوك أطفالهم نحو العنف أكثر فأكثر، وهم يقضون ساعات طويلة يلعبون لعبة الحرب خصوصاً أمام الكمبيوتر لقتل العدو.‏

    وما أكده الأطباء الفلسطينيون ليس جديداً فيما يتعلق بآثار العنف النفسية على الأطفال، فقد كشفت دراسة أمريكية متخصصة أن تعرض الأطفال لبيئة تنتشر فيها أعمال العنف يؤدي إلى عواقب نفسية سيئة تؤثر في سلوكيات الأطفال مستقبلاً وتخلق ردة فعل انتقامية ومتشددة.‏

    قال تعالى: ?أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ? صدق الله العظيم.‏

    والإرهابي ظالم ومعتد وإن كانت قدرته على الظلم والعدوان تتجاوزه إلى نفسية الضحية فيوهم بعض الساذجين والطفيليين بأنه عادل ومنصف وقانوني وشرعي وديمقراطي ويصون الحرية وحقوق الفرد!!... إلخ، إن هذا كلام يراد به باطل فهو ظالم ومغتصب لا يحترم قانوناً ولا يرعى عهداً ولا شريعة وهو قاتل للأطفال والنساء والشيوخ.‏

    يُقال بأن شارون فصل رأس طفل فلسطيني عن جسده في مجزرة دير ياسين وقال: إن تركت هذا الطفل يكبر فسيطالبنا بحقه ولا تستغربوا إن بقرت امرأة فلسطينية لأنهي حياة جنينها قبل أن ترى عيناه النور. وشارون وكل القادة الصهاينة تتلمذوا على تعاليم توراتية تحثهم على قتل الأطفال والشيوخ والنساء.‏

    جاء في سفر أشعيا 18:13 يقول يهوه معبود اليهود الدموي (فتُحَطِّمُ القِسيُّ الفِتْيانَ ولا يرْحَمُونَ ثمَرَة البطن. ولا تُشْفِقُ عُيُونهُمْ على الأولاد).‏

    وجاء في سفر هوشع 13:16 إذ يقول هذا "الرب": (تُجَازَى السَّامِرَة لأنها قد تمرَّدَتْ على إلهها. بالسّيفِ يسقُطون. تُحطَّمُ أطفالُهم والحوامِلُ تُشَقُّ).‏

    ولنلحظ أكاذيبهم وإجادتهم فن تزوير الحقائق، ألم يشوه "بيريز" الحقائق في مؤتمر "دافوس" ما أثار حفيظة "أردغان" واستنكاره. ولم يخجل أن يحرف الكلام عن موقعه والمحرقة ما زالت حية في الذاكرة وماثلة للعيان.‏

    إن المقاومة تربي الأجيال الفلسطينية وتعمق في تفكيرها ثقافة المقاومة مركزة على مبدأ (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها).‏

    حالة من الوعي تؤجج مشاعر الشباب‏

    إن حالة الوعي التي تفجرت لدى الشبان نتيجة الحرب على غزة "لافتة لدرجة كبيرة" وعكست حالة انقلابية لديهم من اللامبالاة إلى متابعة الأحداث والمشاركة بفاعلية في تداعياتها.‏

    وإن إسرائيل هدمت بحربها الوحشية كل ما عملته لتحسين وتلميع صورتها في العالم طوال عقود، تباكت واستدرّت عطف الشعوب على ما ادّعته من محرقة نازية ضد اليهود فإذا بها تقوم بمحرقة صهيونية ضد أهالي غزة أشدُّ فتكاً وأكثر وحشية وأعتى دموية من تلك التي ادعوها).‏

    ومن وجهة نظر علمية نقول: إن الآثار النفسية السيئة التي خلفتها الحرب على غزة وصور الدمار والأطفال والرجال والنساء الذين اغتالتهم آلة الغدر "سيكون لها ما بعدها"، فالجيل المراهق والشاب سيتحول إلى جيل ناقم ومتشدد في مقاومته وسيساهم في رفع الظلم وتغيير الواقع (إذا تم توجيهه ورعاية بنائه بالشكل الصحيح).‏

    وأكدت دراسة مصرية أن أحلام الأطفال تعد دائماً تعبيراً صريحاً عن حالتهم النفسية وما يعانونه في حياتهم اليومية.‏

    أولمرت يعترف بفشل المشروع الصهيوني‏

    فاجأ "أولمرت" رئيس وزراء إسرائيل أعضاء وزارته يوم 15/9/2008م بالإعلان أنه وكل زعماء إسرائيل أخطؤوا في تصور أن إسرائيل الكبرى من البحر المتوسط إلى نهر الأردن دون الفلسطينيين وكان هذا وهماً كبير، كان ذلك هو رأي "أولمرت"، وهو يوشك أن يودع الحياة السياسية بصفته مدنياً من تلاميذ شارون.‏

    الراجح لدينا أن تقييم "أولمرت" هو كلمة الوداع والوصية السياسية لأول رئيس لوزراء إسرائيلي بهذا المعنى، وهذا الموقف يقابل موقف "بن جوريون" الذي كتب في مذكراته أنه لا يتوقع قهر العرب أو جذبهم إلى المشروع الصهيوني ولا بُد أن المشروع سيجد مقاومة وعناداً من الجانب العربي.‏

    الراجح أيضاً أن "أولمرت" كان أميناً مع نفسه، ولو أن رأيه هذا قد لا يشاطره فيه بقية النخبة السياسية في إسرائيل.‏

    الخلاصة، يُعبّر "أولمرت" عن حقيقة تتأكد كل يوم وهي أن المشروع الصهيوني القائم على القوة والإبادة قد اهتزّت أركانه، وأن مراجعته أصبحت أمراً حتمياً، ولكن هل تستسلم إسرائيل لهذا الموقف الرومانسي أم أن أزمة المشروع قد ظهرت وأن المقاومة يجب أن تفخر بما حققت وأن المشروع الصهيوني قد تغيرت حُظوظه؟ والثابت أن التصريح بالغ الأهمية على الأقل في تسجيل المحطات التي يتهاوى فيها المشروع الصهيوني، وتلك أهمية تاريخية يجب الالتفات إليها.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 7:31 am